الصورة من Le Monde.
طلع علينا الكلب هرزوج (حشى اسم الكلب)، رئيس دولة الكيان العفن، وهو بين أطلال مباني دُمرت من الصواريخ فرط صوتية الإيرانية، يكلمنا عن السلام الذي تريده إسرائيل للمنطقة.
بالطبع، هذا الخطاب موجه للغرب، لتكريس فكرة أن الكيان هو واحة الديمقراطية الليبرالية البامبي ضد حوش وبربر المنطقة. لا أحد يصدق هذا إلا بعض التنويريين المنحطين وصهاينة العرب، قيادات “الأبو شبابية” العربية.
كل هذا الخطاب لا يهمنا، ولن يهمنا، لأن من الأول وش الوحش كان مكشوفًا، بل تحول ليُصبح نسخة أبشع وأكثر مسخًا. كما يقول عماد عطية، أصبح الكيان الصهيوني (أو يحاول أن يكون) إمبراطورية، حيث يضرب إيران، ويحتل جنوب سوريا، ويحييد مصر، ويضرب حزب الله، ويبيد ويهجر الفلسطينيين في غزة والضفة: “يصبح ليس من قبيل المبالغة الحديث عن امبراطورية اسرائيلية، وليس استعمار بالمعنى الحديث، امبراطورية على شاكلة امبراطوريات ما قبل الدول الحديثة.” لقد خلق الكيان مجال حيوي له في المنطقة تحت إدعاء الحماية والأمن.
وإذا أصبح الكيان بالفعل إمبراطورية مع هزيمة إيران، ستطبق الـPax Israeliana، كما حدث مع الإمبراطورية الرومانية مع الـPax Romana، وهي فترة من السلام والاستقرار في داخل الإمبراطورية الرومانية. هذا حلم كلاب الصهاينة العرب، الذين يطبقون منطق: إسرائيل = الغرب = التنوير، والتنوير = التقدم = اختفاء التخلف في بلادنا وخصوصًا “علمنة” مجتمعاتنا. قمة احتقار الذات والانبهار “بأضواء الغرب”، رغم المذابح والإهانة وإحتقار الصهاينة والغرب عامة للعرب، الـ”بربر” أو المتصهينين منهم.
وقد نسوا المنبطحين العرب أن هذه الـPax Israeliana ستكون على شكل من أسسها، أي: “نظام إثنوقراطي، يقوم على الفصل العنصري، ويتَسم بالإبادة والنزعة المسيانية1”.
لذلك، هزيمة إيران - رغم جرائم النظام ورغم طبيعته الإستبدادية الثيوقراطية - يعني إنبطاح المنطقة أجمعها أمام المشروع الإبادي التوسعي المسياني. فلا، مقولة “اللهم إضرب الظالمين بالظالمين” ليست في محلها هنا. كما قال الصديق محمد السادات: نتمنى أن الجماهير الإيرانية تتخلص من هذا النظام، ولكن لا نتمنى هزيمة النظام لصالح الإمبريالية الغربية. من المفترض أن يكون الإختيار سهل، خصوصًا مع كل ما يحدث على يد الكيان في المنطقة منذ عامين. يحاول الكيان تغيير الشرق الأوسط ليشبهه: شرق أوسط فاشي ديستوبي يتحكم في الجماهير العربية بالتكنولوجية والاحتلال العسكري، مبني على نهب والإبادة.
من يريد ذلك سوى البرجوازيات “الأبو شبابية” ومفكريها الصهيو-عربية الذين يحتقرون الجماهير العربية ويخافون منها مثل الكيان، ومستعدون لكل المجازر، بل والإبادة، لترسيخ الديستوبيا الصهيونية الميسيانية عن طريق تحالفهم العضوي مع هذا المشروع؟
الصحافي الفرنسي-الإسرائيلي شارل أندرلان.
اسمها المشيحانية أو الخلاصية، يا تستخدم الأصل العبري يا الترجمة العربية، انما ديك أم بتعرب الكلمة الفرنساوية الهي تشويه للأصل العبري ليه؟